بعد برنامج تلفزيوني اتهم قوى الأمن بتيسير الدعارة
الأمير الوليد في مصر لإصلاح ما أفسدته "روتانا"
علي الحسن من الرياض: الزيارة التي بدأها الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال إلى مصر يوم الأحد كان ظاهرها المشاركة في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء أحمد نظيف بخصوص مشروع توشكي العملاق الهادف إلى تثبيت مصر كوجهة زراعية أولى، لكن باطنها هو محاولة الأمير المثير للجدل، إذابة الجليد الذي نشأ بينه وبين القاهرة بعد برنامج بثته قناة "روتانا سينما" اتهمت فيه قوى الأمن في البلاد بتيسير وجود ظاهرة "بنات الليل".
وتقول مصادر من العاصمة المصرية إن الأمير الوليد انتهز هذه الزيارة المقررة منذ وقت طويل لتكون غطاءً للموضوع الرئيس الذي يريد مفاتحة المسؤولين في القاهرة به بغية وضع حد للموضوع الذي أثار غضبًا شعبيًا عارما لتصويره فتيات البلاد بأنهن يجنين من الوظائف الجنسية أموالاً طائلة، مخافة أن يتسبب الأمر في خلاف إعلامي بين الرياض والقاهرة اللتين تعتبران أقوى حلف سياسي في المنطقة منذ أكثر من عقدين من الزمن.
وقد نال الأمير الوليد بن طلال، مالك قناة "روتانا" الفضائية، الهجوم الأكبر في اجتماع لجنة الثقافة والإعلام الساخن في مجلس الشعب المصري أمس، الذي خصص للرد على طلبات الإحاطة الخاصة ببرنامج "هالة شو" بسبب حلقات "فتيات الليل".حيث اتهم النائب الوفدي محمد عبدالعليم، الوليد والحكومة المصرية بالمسؤولية عما حدث في برنامج "هالة شو" ووجه حديثه للوليد قائلا "اتق الله في دينك، وفي وطنك، وفي كعبتك".
وهاجم النائب الحسيني أبو قمر أيضا الوليد بن طلال، واتهمه بأنه جاء إلى مصر لتدمير الثقافة والقيم المصرية من خلال قناته "روتانا". وقال أبو قمر "إن الوليد يستقبل في مصر كملك متوج، بهداياه وعطاياه"، مضيفا أنه لو قامت قناة مصرية ببث سلبيات المجتمع السعودي، وهي كثيرة، فإن الدنيا ستقوم ولن تقعد".وحده رفض النائب أحمد أبوحجي الهجوم على الوليد بن طلال وهالة سرحان قائلا "إن المسألة مجرد تصفية حسابات بين بعض القنوات الفضائية، وبين هالة سرحان وصحافيين بعينهم، مؤكدا أن لديه المستندات الدالة على ذلك".
بدورها، هاجمت النائبة شاهيناز النجار قناة "روتانا" قائلة "لا يجوز أن تبث هذه القناة برامجها من مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية التي يرفع عليها علم مصر، ثم نشتم من داخل أراضينا". وفجر نائب رئيس هيئة الاستثمار محمود عطاالله مفاجأة بأن أعلن أمام اللجنة أن روتانا لم تحصل على رخصة بث فضائي من القاهرة وإنما رخصة إنتاج مصنفات فنية في استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي، مشددا على أن هيئة الاستثمار لم تمنح روتانا تصريحا بالبث.
وكان الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة قد عقد بحضور وزير الزراعة المصري أمين أباظة في مقر وزارة الزراعة في القاهرة اليوم الأحد 11 مارس 2007م مؤتمراً صحافيا حول مشروع (توشكي) العملاق لمناقشة خطة تطوير المشروع وتسليط الضوء على جوانب المشروع الاستثمارية والتقنية. وكان في استقبال الأمير الوليد بن طلال سفير المملكة العربية السعودية في مصر السفير هشام ناظر، الذي اصطحبه لمقر المؤتمر الصحافي ومن ثم للاجتماع مع دولة رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف.
وقد أكد الأمير الوليد التزامه وإيمانه التام بمشروع توشكي العملاق وبما يعود به المشروع من فائدة على الاقتصاد المصري، حيث سيساهم بتثبيت مصر كدولة زراعية من الطراز الأول على المستوى العالمي.كما أكد الوليد أنه ليس من الوارد إطلاقاً الانسحاب من المشروع الذي يتضمن الخطة الكبرى لاستصلاح أرض توشكي كاملة، واستمرارية دعم أهداف المشروع التي وضعت له منذ البداية وتتماشى مع توجه جمهورية مصر العربية حكومة وشعباً.
وبين الأمير الوليد أن أي مشروع عملاق بحجم مشروع (توشكي) يقوم بمراحل تجريبية للارتقاء بالمنتج الزراعي لمطابقة معايير الجودة المطلوبة، وتأخذ المرحلة التجريبية حوالى الثلاث سنوات وتكون على مساحة محدودة. وأضاف أن هذا ما تم عمله فعلياً ضمن المرحلة التجريبية الأولى لمشروع (توشكي) والتي كانت تكلفتها 219 مليون جنيه.
وأوضح الأمير الوليد التزامه وشركة كادكو بتطوير المرحلة الثانية من المشروع الذي يمثل 20 ألف فدان بتكلفة 431 مليون جنيه، وذلك ليصبح إجمالي المرحلتين الأولى والثانية 650 مليون جنيه.
يشار إلى أن مشروع (توشكي) مشروع زراعي ضخم ومساحة الأرض التي ستقوم باستصلاحها شركة المملكة للتنمية (كادكو) شاسعة، وقد تم تأسيس شركة كادكو تحت قانون الإستثمار الخاص في المناطق الحرة - رقم القانون 8 الصادر في عام 1997- الذي يستوجب من الشركة تصدير 50% من إنتاجها. وحيث إن أحد الأهداف الأساسية من المشروع هو التصدير للخارج والدول المستوردة تضع معايير للجودة.
الجدير بالذكر أنه إلى جانب مساهمة الأمير الوليد في مشروع (توشكي) الحيوي الذي يمثل استثماره في القطاع الزراعي في مصر، فإنه يمتلك العديد من الاستثمارات التي تساهم في دعم عجلة الاقتصاد المصري ومجمل قيمتها 9.4 مليارات جنيه مصري والتي تشمل استثماره في القطاعات التالية:
أ) القطاع الفندقي: حيث يمتلك عن طريق شركة المملكة للإستثمارات الفندقية التي يرأس مجلس إدارتها حصصا في خمسة فنادق في مصر وهي:
فندق ومنتجع فورسيزنز Four Seasons النيل في القاهرة،
فندق ومنتجع فورسيزنز Four Seasons في شرم الشيخ،
فندق ومنتجع الغونا موفنپيك Gouna Mövenpick في منطقة الغونا،
فندق ومنتجع موفنپيك القصير Mövenpick El Quseir،
فندق ومنتجع فيرمونت رافلزFairmont Raffles النيل في القاهرة.
وتدير شركة فنادق ومنتجعات فورسيزنز Four Seasons التي وافق مؤخراً مجلس إدارتها بالإجماع على صفقة شراء الأمير الوليد والسيد بيل غيتس مع السيد ايزادور شارب على شرائها في صفقة قيمتها 21.66 مليار جنية مصري فندقين آخرين في كل من القاهرة والإسكندرية.
هذا وتدير شركة فنادق ومنتجعات موفنپيك Mövenpick التي يمتلك فيها سموه وشركاته 40%، عشرة فنادق وثلاثة مراكب فندقية سياحية في مناطق مختلفة في مصر وهي:
1. فندق موفنپيك Mövenpick أسوان
2. فندق موفنپيك Mövenpick القاهرة هيليوبليس
3. فندق موفنپيك Mövenpick القاهرة الأهرام
4. فندق موفنپيك Mövenpick القاهرة مدينة الإعلام
5. فندق موفنپيك Mövenpick العلمين
6. فندق موفنپيك Mövenpick الأقصر
7. فندق موفنپيك Mövenpick شرم الشيخ خليج نعمه
8. فندق موفنپيك Mövenpick شرم الشيخ جولف
9. فندق موفنپيك Mövenpick طابا
10. فندق ومنتجع موفنپيك Mövenpick العبور (من المتوقع افتتاحه العام المقبل 2008م)
ب) القطاع الإعلامي: عن طريق شركة روتانا للصوتيات والمرئيات التي تأتي تحت مظلة شركة المملكة القابضة حيث:
1. تبث شركة روتانا أربع أقنية من مصر وهي روتانا كليب وروتانا طرب وروتانا سينما وروتانا زمان،
2. تضم شركة روتانا مكتبة تمتلك أكثر من 1500 فيلم مصري أي ما يعادل 40% من مجموع الأفلام المصرية،
4. استثمرت شركة روتانا 25 مليون جنيه مصري في تقنية عالية لترميم الأفلام القديمة والمحافظة على الثروة السينمائية المصرية،
5. دعم النايل سات Nile Satعن طريق بث قنوات روتانا الست (من ضمنها 4 أقنية تبث من مصر) إضافة إلى قناة الرسالة التي تبث من مصر وعبر النايل سات،
. دعم عدد كبير من الفنانين المصريين وإنتاج الفيديو كليب في مصر.
ج) القطاع المصرفي: تتواجد مجموعة مصرف سيتي جروب Citigroup في مصر من خلال تسعة فروع تقدم خدماتها لأكثر من 100 ألف عميل من خلال 500 موظف معظمهم من الجنسية المصرية وكما هو معلوم بأن الأمير الوليد بن طلال هو أكبر مستثمر فردي في سيتي جروب Citigroup.
الأحد مارس 18, 2007 4:15 pm